د.رمضان مصري هلا
كلما ارتقي الإنسان في المعرفة و زادت معلوماته و تجاربه و اتسعت مداركه ، و اطلع على أسرار الكون الفسيح و تعمق في أسرار النفس ، يكتشف الإنسان- و مع كل دقة قلب يسجد لله- جديداً من خفايا الكون و أسراره ، سيجد المتأمل فيه سجلاً حافلاً بالآيات الدالة على قدرة الخالق جل في علاه و على حكمته و بديع صنعه لم يتوقف و لن يتوقف بإذن الله هذا العطاء الإلهي ، و في ذلك إعجاز أي إعجاز
و الحق تبارك و تعالى وعد عباده أن يطلعهم و باستمرار على شئ من خفايا الكون والنفس .على الإنسان أن ينظر و يتفكر في ملكوت الله و ما خلق من سموات و أفلاك و مدارات و كواكب و نجوم في تنسيق عجيب يحفظها من التصادم و الخلل ، و ما بث الله في الأرض من تنوع مشاهد و مناظر من وهاد و بطاح و وديان و جبال و سهول و بحار و بحيرات و أنهار و محيطات ، و ليل ساكن ، و نهار مبصر و ما خلق الله من خلائق تعمر هذه الأرض من أحياء .. نباتا و حيوانا و طيرا ، بين ناطق و صامت ، و أليف و وحش ، و نافع و ضار ، و مستخدم و مستخدم ، و سهل و وعر ، و أبيض و أسود ، و أخضر و أصفر ، و زرع وأشجار و ثمار ، و جنات من أعناب و نخيل صنوان و غير صنوان.
يقول الحق {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ }الأنعام38 .
خلق الله تبارك و تعالى الكون متقن الصنعة ليس فيه خلل أو نقص ، نسق بين أجزائه ، و نظم حركته و أحاط - جلت قدرته – بكل صغيرة و كبيرة فيه ،و سير الكون بإرادته و تدبيره و هدي خلقه الى ما هيأ لها سبحانه و تعالى من دور في الحياة .
و خلق الله الإنسان ليؤدي مهمته في الحياة ، طاعته سبحانه و تعالى و إعمار الكون ، و أمرنا أن نتدبر و نتفكر و نتبصر في الكون ، و أن نتدفق النظر الى أنفسنا ، لأن في التمعن فيها ما يكف الإنسان أن يؤمن بالواحد القهار و يزداد يقينه بقدرته جل في علاه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق